نقدم لكم هذه المقالة من موقع صيدلية تحت عنوان علاج القرين بالقران الكريم، فالإنسان لا يعيش بمفرده في هذا الكون الكبير وإنما خلق الله العديد من المخلوقات منهم من نراه ونعرفه، ومنهم ما لا نراه ولكن توجد من الدلائل الكثير على وجوده وبخاصه في الكتاب والسنة ومن هذه المخلوقات الجن، وقد قال العلماء بكفر من أنكر وجودها وذلك واقع فقد جاء ذكرهم في القرآن بشكل صريح في أكثر من موضع فقد قال عز وجل ” وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون”، وقال أيضًا ” خلق الإنسان من صلصال كالفخار وخلق الجان من مارج من نار”.
عناصر المقال
ما هو القرين
بداية هناك نوعين من القرين الأول هو القرين الدائم وقال عنه البعض بأنه من أنواع الجن الكافر وذهب البعض للقول بأنه من الشياطين، والتي تمثل في تصنيفات الجن الطبقة العليا والتي تتمتع بأكبر القوى كما يتمتع بالشراسة، وقد كان خلقه منذ البداية بغاية واحدة أن يكون قرينًا للإنسان أي مصاحبًا له منذ الميلاد وحتى الممات يرافقه في كل مكان وزمان، وهو المسئول عن الوسوسه للإنسان وجعله يحيد عن الطريق المستقيم وأما عن مصير القرين مع موت الإنسان، فيقال بأنه يموت معه فبموت صاحبه لم يعد له دور فلكل إنسان قرين مخصص له.
أما الثاني فهو القرين العارض ومنه الجن العاشق والطائر والغواص وجن التحضير وهى تأتي لتتحكم بالقرين الأصلي ليقوم بعمله وهو الوسوسه بكل ما هو مطلوب.
القرين بين الخرافة والشريعة
هناك بعض الخرافات التي ارتبطت بموضوع القرين وهذا ما لا يمكن إنكاره، وأبرزها ما يعرف بأم الصبيان أو التابعة والتي تلازم الحوامل والصبيان بعد ميلادهم، ولكن بخلاف تلك الخرافة فإن القرين موجود وبالدلائل من القرآن ونجد ذلك جليًا في قوله تعالى “” قالَ قَرِينُهُ رَبَّنَا مَا أَطْغَيْتُهُ” وقوله تعالى ” وَمَن يَعْشُ عَن ذِكْرِ الرَّحْمَنِ نُقَيِّضْ لَهُ شَيْطَاناً فَهُوَ لَهُ قَرِينٌ”.
السنة أيضًا لم تخلو من الدلائل على وجود القرين فقد ذكر القرين في أكثر من موضوع ف عن عائشة رضي الله عنها قالت ” أَنّ رَسُولَ اللّهِ صلى الله عليه وسلم خَرَجَ مِنْ عِنْدِهَا لَيْلاً. قَالَتْ فَغِرْتُ عَلَيْهِ. فَجَاءَ فَرَأَىَ مَا أَصْنَعُ. فَقَالَ: “مَا لَكِ؟ يَا عَائِشَةُ أَغِرْتِ؟” فَقُلْتُ: وَمَا لِي لاَ يَغَارُ مِثْلِي عَلَىَ مِثْلِكَ؟ فَقَالَ رَسُولُ اللّهِ صلى الله عليه وسلم: “أَقَدْ جَاءَكِ شَيْطَانُكِ؟” قَالَتْ: يَا رَسُولَ اللّهِ! أَوَ مَعِيَ شَيْطَانٌ؟! قَالَ: “نَعَمْ” قُلْتُ: وَمَعَ كُلّ إِنْسَانٍ؟ قَالَ: “نَعَمْ” قُلْتُ: وَمَعَكَ؟ يَا رَسُولَ اللّهِ قَالَ “نَعَمْ. وَلَكِنْ رَبّي أَعَانَنِي عَلَيْهِ حَتّىَ أَسْلَمَ”.
أسباب تسلط القرين عن الإنسان
- الابتعاد عن الله بالبعد عن الصلاة والدعاء وأداء العبادات والتقرب من الله.
- التعرض لأي نوع من أنواع الصدمات النفسية مثل الفقد والإحباط أو حتى الإرغام علي بعض الأمور بقسوة.
- الفراغ وهو من أكبر الآفات والأبواب التي يدخل منها الشيطان.
- الإصابة بالعين أو الحسد.
علامات تسلط القرين
- اضطرابات القلق والخوف والوسوسة أو الشك بدون وجود أسباب معلومة.
- الحالات المزاجية المتقلبة بسرعة.
- الاكتئاب والميول الانتحارية.
- عدم تحمل القرآن وبخاصة آيات السحر والبطاء عند سماعها.
- الخيالات والأرق.
علاج القرين
العلاج من أي داء هو بالتخلص من سبب هذا الداء وبشكل عام فإن تسلط القرين غالبًا يرتبط فيه أكثر من سبب ويكون العامل المشترك هو البعد عن الله، لذا يمكن أن يقوم الإنسان بإتباع مجموعة من الخطوات التي يمكن اعتبارها برنامجًا علاجيًا ووقائيًا من تسلط هذا لقرين والذي يتمثل في:
- آداء الصلاة ويفضل ان تكون على وقتها كما يتم المحافظة على أداء السنن.
- جعل أذكار الصباح والسماء روتين يومي يتم تنفيذه بشكل دائم، وبخاصه لا اله إلا الله وحده لا شريك له، له الملك، وله الحمد، وهو على كل شئ قدير مئة مرة على أن يتم تنفيذها مرة بعد صلاة الصبح وأخرى بعد صلاة العصر.
- قراءة سورة البقرة بشكل دائم على أن يتم قراءة السورة على ثلاثة أيام.
- أذكار النوم والمحافظة على ترديدها.
- المواظبة على قراءة القرآن بشكل يومي ومن الأفضل أن يتم ختم القرآن على مدار الشهر.
- المحافظة على ترديد مجموعة من الأذكار اليومية هى الصلاة على النبي مئة مرة، وكذلك الاستغفار مئة مرة، وسبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم مئة مرة، وسبحان الله والحمد لله ولا اله إلا الله والله أكبر مئة مرة، ولا حول ولا قوة إلا بالله مئة مرة.
- أداء التطوع بشكل مستمر مثل صيام التطوع.
- تعليم المصاب وتثقيفه عن القرين ومداخله ومدى ضعفه وبأنه يجب أن يحافظ على معنوياته مرتفعة ولا يستسلم لأي افكار سوداوية أو سلبية.
- العناد إذ يجب أن يتعلم المصاب أن لا يستسلم للوسوسة ويتجه عكس ما يوسوس به له.
- البعد عن العزلة والتوجه للإختلاط بالناس بشكل عام والصاحين بشكل خاص فمجالس الصاحين مليئة بذكر الله.
- الحجامة أو القئ والإسهال.
- المواظبة على شرب السوائل والماء الذي تم قراءة الرقية عليه.
- المحافظة على الطهارة عن طريق الإغتسال دائمًا.
- المحافظة على المشي بشكل دائم خلال اليوم.
- البخور والطيب.
علاج القرين بالقرآن الكريم
كما أن هناك طريقة أخرى للعلاج يمكن اتباعها إلا أنها طويلة بعض الشئ وهى مقسمة على مدار أربعة أسابيع كالآتي:
- الأسبوع الأول مخصص لقراءة سورة الإخلاص على أن يتم قراءتها تسع وعشرون مرة بعد كل صلاة.
- الأسبوع الثاني سورة الكافرون على أن يتم قراءتها تسع وعشرون مرة بعد كل صلاة أيضًا.
- الاسبوع الثالث سورة الفلق على أن يتم قراءتها تسع وعشرون مرة بعد كل صلاة أيضًا.
- سورة الناس على أن يتم قراءتها تسع وعشرون مرة بعد كل صلاة أيضًا.
الاستعاذة من الشيطان
- الشيطان عازم على خداع الإنسان كما ورد في القرآن الكريم: ” (قالَ رَبِّ بِما أَغوَيتَني لَأُزَيِّنَنَّ لَهُم فِي الأَرضِ وَلَأُغوِيَنَّهُم أَجمَعينَ*إِلّا عِبادَكَ مِنهُمُ المُخلَصينَ)”
- تأمر الشريعة الإسلامية في مواضع كثيرة في آيات القرآن والحديث الذي رواه الرسول بالحماية من الشيطان والحذر منه صلى الله عليه وسلم وأحاديث أهل العلم.
- إن اللجوء هو مجرد اللجوء من الشيطان الرجيم والتشبث بالله القدير.
- كلمة ملعون تُطبَّق على الشيطان للإشارة إلى استبعاده من رحمة الله وأنه يستحق غضبه ولعنته.
وقال ابن القيم أيضا في بيان فائدة الاستعاذة بالله: ” (اعلم أن لفظ عاذ وما تصرف منها يدل على التحرّز والتحصّن والنجاة، وحقيقة معناها: الهروب من شيء تخافه إلى من يعصمك منه، ولهذا يسمى المستعاذ به معاذاً كما يسمى ملجأ ووزراً) “. - شرح ابن كثير رحمه الله معنى الشيطان وقال: (الشيطان في لغة العرب مشتق من شطن إذا بعد فهو بعيد بطبعه عن طباع البشر وبعيد بفسقه عن كل خير، وقيل مشتق من شاط لأنه مخلوق من نار، ومنهم من يقول كلاهما صحيح في المعنى، ولكن الأول أصح وعليه يدل كلام العرب).
- والأماكن التي يجب فيها الاستعاذة: قبل تلاوة القرآن الكريم ، قبل صلاة سورة الفاتحة في الصلاة ، عند الغضب والانزعاج ، عند دخول المرحاض ، عند قيام الحمار بالصراخ أو النباح على الكلب ، والأرق والذعر عند الأداء، الرقية ودخول المسجد.
