علاج الحسد من القرآن والسنة النبوية

علاج الحسد هو موضوع شائع يثير اهتمام العديد من الناس، وذلك لأن الحسد يعتبر من الأمور السلبية التي قد تؤثر على حياة الإنسان وتقلل من نجاحه وسعادته. في القرآن الكريم والسنة النبوية يوجد العديد من الأدلة والأذكار التي يمكن استخدامها كعلاج للحسد وللوقاية منه. يعتبر اللجوء إلى الله والإبتعاد عن العين والحسد من أهم الخطوات التي يمكن اتباعها لعلاج هذه الظاهرة السلبية. بالاستماع وتلاوة الأدعية المأثورة والأذكار الواردة في السنة النبوية يمكن للشخص أن يتحصن نفسه ويحميها من تأثيرات الحسد. لايختلف أثنان على أن الحسد موجود في القران الكريم والسنة النبوي المشرفة، وربما أكبر دليل على هذا سورة الفلق، اليكم أهم طرق علاج الحسد.

الحسد

• الحسد في الأصل هو تمني هو زوال النعمة، التي وهبها الله تبارك وتعالى الى  الشخص المحسود.
• يصدر من انسان عادة ما يفتقد الى النعمة التي يتمتع بها الاخرون غير راضي بنصيبه من الله تبارك وتعالى، والحاسد عامة يبدأ بنفسه فيضرها، الحاسد يضر نفسه أولاً ، لأنه يتحمل الهم والغم الكثير،
• الحاسد قد لايتوقف عن الحسد وفقط، وانما يسعى في ضرر المحسود عن طريق الكلام أو الضرر المادي والمعنوي والجسدي.
• يقول الرسول الكريم  إياكم والحسد فإنه يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب .
• كما قال  الرسول صلي الله عليه وسلم أيضا،“«لا تباغَضوا، ولا تَحاسدُوا، ولا تَدابَروا، ولا تَقاطعُوا، وكُونوا عِباد الله إخواناً، ولا يَحِلِ لِمسلمِ أن يهجرُ أخَاه فوق ثلاث» رواهالبخاري.
• ويقول الله سبحانه وتعالي لإدانه هذا الفعل البغيض ” {أَمْ يَحْسُدُونَ النَّاسَ عَلَى مَا آتَاهُمُ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ}.

كيف أعرف أنني محسود ؟

• هناك العديد من العلامات أو الأعراض التي يمكن لـ الإنسان من خلالها معرفة أنه مصاب بـ الحسد.
• هذه العلامات أو الأعراض مبنية على الواقع والتجربة ولا يذكرها أي حديث أو آية.

تشمل العلامات ما يأتي ذكره:-

• ضعف البصر لـ من يرون بـ وضوح.
• التدهور العام فـ الحياة مثل: اكتئاب العمل أو ضياع أموالك أو تلف سيارتك، إلخ.
• اصفرار الوجه مع شحوب.
• صداع مع شعور بـ الحمى وارتفاع درجة حرارة الجسم.
• التعرق وخاصة فـ الظهر.
• آلام شديدة فـ الأطراف، والتي قد تكون مصحوبة بـ هزات ورعشات بـ مختلف أنحاء الجسم.
• التثاؤب المستمر غير العادي والمزعج إلى حد كبير.
• فـ بعض الحالات قد يعاني المحسود من بكاء مستمر بـ دون سبب.
• التعرض لـ إغماء مع شعور بـ الخمول وعدم القدرة على الوقوف.
• كدمات فـ جميع أنحاء الجسم مع زرقة أو تلون الجلد بـ اللون الأخضر بـ دون سبب طبي واضح.
• النفور من الأسرة والمجتمع.
• ظهور تقرحات جلدية ، انزعاج ، عويل ، تنهد ، نسيان.
• ثقل فـ الرقبة بـ الإضافة إلى ثقل فـ الكتفين.
• برودة فـ الأطراف مع شعور بـ وخز فـ الأطراف.

وتجدر الإشارة إلى ضرورة استشارة الطبيب ومن ثم التأكد من عدم وجود عيب عضوي أو مرض يمكن أن يكون سببًا لـ الأعراض السابق ذكرها، بـ الأخص الأعراض التي يبدو عليها مرضية.

علاج الحسد

• لابد أول من الاستعاذة بالله الكريم من الشيطان الرجيم، وأن نسأل الله العافية والحماية من الحسد والحاسدين.
• محاولة اغفال النظر عن من يقومون بمضايقتك أو من هم أعلى منك في العمل على سبيل المثال و النظر لمن هم أقل منك.
• الثقة الكاملة في الله سبحانه وتعالي،وان الله خلق الكون وقسم الأرزق كلها ولم ينسى أحد،ولكن العمل على تطوير النفس في مجال العمل والعلم، وفقا لقوله تعالى، {وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ} .
• العفو عن الناس، الله تبارك وتعالى يعفو عن عباده، وانت لاتعفو، كيف يكون هذا.
• المداومة علي ذكر الله، ان ذكر الله طوال الوقت يحمي من الكثير الشرور والمخاطر المختلفة، والذكر المتواصل يجعل الانسان يتذكر وجود الخالق طوال الوقت ولايرتكب معصية.
• كثرة الإستغفار وقراءة المعوذتين وسورة الإخلاص وأيه الكرسي، مع  والإلتزام بأذكار الصباح والمساء والتعوذات النبوية.

نبينا يتحدث عن تحصين الإنسان من الحسد

• وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم، في سؤال عن علاج الحسد،   قل هو الله أحد، والمعوذتين حين تمسي وحين تصبح ثلاث مرات تكفيك من كل شيء . رواه الترمذي.
•  الرقية الشرعية من أهم طرق علاج الحسد،وفقا للحديث التالي، عن عائشة رضي الله عنها  قالت  ” كان رسول الله يأمرني  بأن أسترقي من العين ”  (الحديث رقم 3512 فصل الطب، سنن إبن ماجة.
• الأذكار المختلفة التي تحصن الانسان، مثل اللَّهُمَّ أنت ربِّى لا إله إلا أنتَ ، عليك توكلتُ ، وأنتَ ربُّ العرشِ العظيم ، ما شاء اللهُ كان ، وما لم يشأْ لم يكن ، لا حَوْلَ ولا قُوَّة إلا بالله ، أعلم أنَّ اللهَ على كُلِّ شىء قديرٌ ، وأنَّ الله قد أحاط بكل شىء علماً ، وأحصَى كُلَّ شىءٍ عدداً ، اللَّهُمَّ إنى أعوذُ بِكَ مِن شَرِّ نفسى ، وشَرِّ الشيطانِ وشِرْكه ، ومِن شَرِّ كُلِّ دابةٍ أنتَ آخذٌ بناصيتها ، إنَّ ربِّى على صِراط مستقيم.

• كان النبي صلي الله عليه وسلم يتسعيذ الحسن والحسين  ويقول : ” أعوذُ بكلماتِ اللهِ التامَّةِ ، مِن كُلِّ شيطانٍ وهامَّةٍ ، ومِن كُلِّ عَيْنٍ لامَّةٍ ” رواه الترمذي.
• يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم قَالَ الْعَيْنُ حَقٌّ وَلَوْ كَانَ شَيْءٌ سَابَقَ الْقَدَرَ سَبَقَتْهُ الْعَيْنُ وَإِذَا اسْتُغْسِلْتُمْ فَاغْسِلُوا ” رواه مسلم في صحيحه ” ، وعَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهُ عَنْهَا قَالَتْ كَانَ يُؤْمَرُ الْعَائِنُ فَيَتَوَضَّأُ ثُمَّ يَغْتَسِلُ مِنْهُ الْمَعِينُ . رواه أبو داود.

أعراض المحسود

• الصداع المستمر بدون سبب طبي واضح.
• الشعور بالكسل الكبير وعدم الرغبة في فعل أي شيء.
• التفكير في الأمور السلبية بشكل مستمر،ربما قد يصاب المسحور بفقدان جزئي للذاكرة، مع التحدث إلي النفس.
• عدم الشعور بالسعادة حتى لو كان الانسان لديه الكثبر والكثير من النعم المختلف.
• العديد من المشاكل  في الحياة الزوجية، الأسرية، فقدان الثقة بالنفس.
•  الكوابيس المستمرة بالكلاب السوداء أو الثعابين أو الأمور والحيونات المخيفة نوعا ما، مع رؤية الشخص الأخر بصورة قبيحة وبشعة.
• غير عادية في الجسم والرقبة  والكتف، ألام غير عادية في الجسم والرقبة والكتف ، الإمساك وإلتهابات الأمعاء.

خير علاج للحسد هو الوقاية وتحصين الانسان والنفس البشرية من كل الأطماع والشرور الموجود في الحياة، والمداومة على ذكرالله تبارك وتعالى.

أسباب زيادة الحسد وطرق الوقاية منه

يعتبر التفاخر بالنعم ونشرها بشكل مفرط على مواقع التواصل الاجتماعي أو في المجالس أحد الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى زيادة التعرض للحسد. لذلك من السنن النبوية التي تعين على علاج الحسد هو كتمان النعم وعدم الإفصاح عنها إلا لحاجة أو لموثوق. ويُنصح كذلك بالابتعاد عن المقارنات المستمرة مع الآخرين، واستبدال ذلك بالدعاء بالبركة للغير، فهذا يحمي القلب من الحسد ويغلق باب الشرور. ومن المهم تعويد النفس على الشكر الدائم لله على كل نعمة مهما كانت صغيرة، فالشكر يجلب المزيد ويبعد الأذى والحسد.

المحافظة على الرقية الشرعية كوسيلة أساسية لـ علاج الحسد

الرقية الشرعية تعتبر من أنجع الوسائل في علاج الحسد، فهي تجمع بين تلاوة القرآن الكريم والدعاء المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم مع النية الصادقة في اللجوء إلى الله وحده. يُنصح أن يحرص الإنسان على قراءة الرقية الشرعية يومياً، وخاصة سور الفاتحة، وآية الكرسي، والمعوذتين، والإخلاص، مع ترديد الأدعية النبوية طلباً للحماية. كما ينبغي اليقين بأن الشفاء بيد الله تعالى، وأن الاستمرار على هذه الرقية من أعظم أسباب دفع البلاء وعلاج الحسد بشكل قوي ومؤثر.

علاج الحسد من القرآن الكريم وأهم الآيات المستخدمة

من أفضل ما يوصى به في علاج الحسد المواظبة على قراءة سور وآيات معينة من القرآن الكريم لما فيها من بركة وحفظ من الأذى. من هذه السور: سورة الفلق وسورة الناس وسورة الإخلاص، حيث أمر النبي صلى الله عليه وسلم بقراءتها صباحاً ومساءً. كما أن قراءة آية الكرسي، والمواظبة عليها بعد كل صلاة وفي الصباح والمساء تقي بإذن الله من كل عين وحسد. وينصح بجمع الكفين والنفث فيهما وقراءة هذه السور ومسح الجسد بها.

تأثير الحسد على العلاقات الاجتماعية وأهمية التسامح كجزء من علاج الحسد

الحسد يؤثر سلباً على العلاقات الاجتماعية والعائلية، فغالباً ما يكون سبباً في حدوث المشكلات والفرقة. من النصائح الهامة في علاج الحسد داخلياً هو تطهير القلب من الضغائن، والدعاء للآخرين بالخير والبركة. التسامح والعفو عن الناس من أهم أسباب الحماية من الحسد، حيث يزرع الحب والألفة بين القلوب ويمنع مدخلات الشيطان. كما أوصى الإسلام بالتحلي بحسن الظن، وتقديم النصيحة بالسر، والإكثار من الدعاء بأن يرزق الله الجميع من فضله ويبارك للجميع في أرزاقهم ونعمهم.